فصل: المسألة الثالثة: (في أن الضياء لا يخلو من أحد أمرين):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أما القسم الأول: فلأن ما به حصلت المخالفة لو كانت صفات قائمة بتلك الذوات، فتكون الذوات في أنفسها، مع قطع النظر عن تلك الصفات، متساوية في تمام الماهية، وإذا كان الأمر كذلك، فكل ما يصح على جسم، وجب أن يصح على كل جسم، وذلك هو المطلوب.
وأما القسم الثاني: وهو أن يقال: إن الذي به خالف بعض الأجسام بعضًا، أمور موصوفة بالجسمية والتحيز والمقدار.
فنقول: هذا أيضًا باطل.
لأن ذلك الموصوف، إما أن يكون حجمًا ومتحيزًا أو لا يكون، والأول باطل، وإلا لزم افتقاره إلى محل آخر، ويستمر ذلك إلى غير النهاية.
وأيضًا فعلى هذا التقدير يكون المحل مثلًا للحال، ولم يكن كون أحدهما محلًا والآخر حالًا، أولى من العكس، فيلزم كون كل واحد منهما محلًا للآخر وحالًا فيه، وذلك محال، وأما إن كان ذلك المحل غير متحيز، وله حجم.
فنقول: مثل هذا الشيء لا يكون له اختصاص بحيز ولا تعلق بجهة والجسم مختص بالحيز، وحاصل في الجهة، والشيء الذي يكون واجب الحصول في الحيز والجهة، يمتنع أن يكون حالًا في الشيء الذي يمتنع حصوله في الحيز والجهة.
وأما القسم الثالث: وهو أن يقال: ما به خالف جسم جسمًا، لا حال في الجسم ولا محل له، فهذا أيضًا باطل، لأن على هذا التقدير يكون ذلك الشيء شيئًا مباينًا عن الجسم لا تعلق له به، فحينئذ تكون ذوات الأجسام من حيث ذواتها متساوية في تمام الماهية، وذلك هو المطلوب، فثبت أن الأجسام بأسرها متساوية في تمام الماهية.
وإذا ثبت هذا فنقول: الأشياء المتساوية في تمام الماهية تكون متساوية في جميع لوازم الماهية، فكل ما صح على بعضها وجب أن يصح على الباقي، فلما صح على جرم الشمس اختصاصه بالضوء القاهر الباهر، وجب أن يصح مثل ذلك الضوء القاهر على جرم القمر أيضًا، وبالعكس.
وإذا كان كذلك، وجب أن يكون اختصاص جرم الشمس بضوئه القاهر، واختصاص القمر بنوره الضعيف بتخصيص مخصص وإيجاد موجد.
وتقدير مقدر وذلك هو المطلوب، فثبت أن اختصاص الشمس بذلك الضوء بجعل جاعل، وأن اختصاص القمر بذلك النوع من النور بجعل جاعل، فثبت بالدليل القاطع صحة قوله سبحانه وتعالى: {هُوَ الذي جَعَلَ الشمس ضِيَاء والقمر نُورًا} وهو المطلوب.

.المسألة الثالثة: [في أن الضياء لا يخلو من أحد أمرين]:

قال أبو علي الفارسي: الضياء لا يخلو من أحد أمرين إما أن يكون جمع ضوء كسوط وسياط وحوض وحياض، أو مصدر ضاء يضوء ضياء كقولك قام قيامًا، وصام صيامًا، وعلى أي الوجهين حملته، فالمضاف محذوف، والمعنى جعل الشمس ذات ضياء، والقمر ذا نور، ويجوز أن يكون من غير ذلك لأنه لما عظم الضوء والنور فيهما جعلا نفس الضياء والنور كما يقال للرجل الكريم أنه كرم وجود.

.المسألة الرابعة: [في قراءة قوله: {ضياء}]:

قال الواحدي: روي عن ابن كثير من طريق قنبل {ضئاء} بهمزتين وأكثر الناس على تغليطه فيه، لأن ياء ضياء منقلبة من واو مثل ياء قيام وصيام، فلا وجه للهمزة فيها.
ثم قال: وعلى البعد يجوز أن يقال قدم اللام التي هي الهمزة إلى موضع العين، وأخر العين التي هي واو، إلى موضع اللام، فلما وقعت طرفًا بعد ألف زائدة انقلبت همزة، كما انقلبت في سقاء وبابه. والله أعلم.

.المسألة الخامسة: [في أن النور كيفية قابلة للأشد والأضعف]:

اعلم أن النور كيفية قابلة للأشد والأضعف، فإن نور الصباح أضعف من النور الحاصل في أول النهار قبل طلوع الشمس، وهو أضعف من النور الحاصل في أفنية الجدران عند طلوع الشمس، وهو أضعف من النور الساطع من الشمس على الجدران، وهو أضعف من الضوء القائم بجرم الشمس، فكمال هذه الكيفية المسماة بالضوء على ما يحس به في جرم الشمس، وهو في الإمكان وجود مرتبة في الضوء أقوى من الكيفية القائمة بالشمس، فهو من مواقف العقول.
واختلف الناس في أن الشعاع الفائض من الشمس هل هو جسم أو عرض؟ والحق أنه عرض، وهو كيفية مخصوصة، وإذا ثبت أنه عرض فهل حدوثه في هذا العالم بتأثير قرص الشمس أو لأجل أن الله تعالى أجرى عادته بخلق هذه الكيفية في الأجرام المقابلة لقرص الشمس على سبيل العادة، فهي مباحث عميقة، وإنما يليق الاستقصاء فيها بعلوم المعقولات.
وإذا عرفت هذا فنقول: النور اسم لأصل هذه الكيفية، وأما الضوء، فهو اسم لهذه الكيفية إذا كانت كاملة تامة قوية، والدليل عليه أنه تعالى سمى الكيفية القائمة بالشمس {الشمس ضِيَاء} والكيفية القائمة بالقمر {نُورًا} ولا شك أن الكيفية القائمة بالشمس أقوى وأكمل من الكيفية القائمة بالقمر، وقال في موضع آخر: {وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا} [الفرقان: 61] وقال في آية أخرى: {وَجَعَلَ الشمس سِرَاجًا} [نوح: 16] وفي آية أخرى {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} [النبأ: 13] المسألة السادسة:
قوله: {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ} نظيره.
قوله تعالى في سورة يس: {والقمر قدرناه مَنَازِلَ} [يس: 39] وفيه وجهان: أحدهما: أن يكون المعنى وقدر مسيره منازل.
والثاني: أن يكون المعنى وقدره ذا منازل.
..................

.المسألة السابعة: الضمير في قوله: {وَقَدَّرَهُ}:

فيه وجهان: الأول: أنه لهما، وإنما وحد الضمير للإيجاز، وإلا فهو في معنى التثنية اكتفاء بالمعلوم، لأن عدد السنين والحساب إنما يعرف بسير الشمس والقمر، ونظيره قوله تعالى: {والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} [التوبة: 62] والثاني: أن يكون هذا الضمير راجعًا إلى القمر وحده، لأن بسير القمر تعرف الشهور، وذلك لأن الشهور المعتبرة في الشريعة مبنية على رؤية الأهلة، والسنة المعتبرة في الشريعة هي السنة القمرية، كما قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشهور عِندَ الله اثنا عَشَرَ شَهْرًا فِي كتاب الله} [التوبة: 36].

.المسألة الثامنة: [في انتفاع الخلق بضوء الشمس وبنور القمر]:

اعلم أن انتفاع الخلق بضوء الشمس وبنور القمر عظيم، فالشمس سلطان النهار والقمر سلطان الليل.
وبحركة الشمس تنفصل السنة إلى الفصول الأربعة، وبالفصول الأربعة تنتظم مصالح هذا العالم.
وبحركة القمر تحصل الشهور، وباختلاف حاله في زيادة الضوء ونقصانه تختلف أحوال رطوبات هذا العالم.
وبسبب الحركة اليومية يحصل النهار والليل، فالنهار يكون زمانًا للتكسب والطلب، والليل يكون زمانًا للراحة، وقد استقصينا في منافع الشمس والقمر في تفسير الآيات اللائقة بها فيما سلف، وكل ذلك يدل على كثرة رحمة الله على الخلق وعظم عنايته بهم، فإنا قد دللنا على أن الأجسام متساوية.
ومتى كان كذلك كان اختصاص كل جسم بشكله المعين ووضعه المعين، وحيزه المعين، وصفته المعينة، ليس إلا بتدبير مدبر حكيم رحيم قادر قاهر.
وذلك يدل على أن جميع المنافع الحاصلة في هذا العالم بسبب حركات الأفلاك ومسير الشمس والقمر والكواكب، ما حصل إلا بتدبير المدبر المقدر الرحيم الحكيم سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.
ثم إنه تعالى لما قرر هذه الدلائل ختمها بقوله: {مَا خَلَقَ الله ذلك إِلاَّ بالحق} ومعناه أنه تعالى خلقه على وفق الحكمة ومطابقة المصلحة، ونظيره قوله تعالى في آل عمران: {وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السموات والأرض رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا باطلا سبحانك} [آل عمران: 191] وقال في سورة آخرى: {وَمَا خَلَقْنَا السماء والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا باطلا ذلك ظَنُّ الذين كَفَرُواْ} [ص: 27] وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
قال القاضي: هذه الآية تدل على بطلان الجبر، لأنه تعالى لو كان مريدًا لكل ظلم، وخالقًا لكل قبيح، ومريدًا لإضلال من ضل، لما صح أن يصف نفسه بأنه ما خلق ذلك إلا بالحق.
المسألة الثانية:
قال حكماء الإسلام: هذا يدل على أنه سبحانه أودع في أجرام الأفلاك والكواكب خواص معينة وقوى مخصوصة، باعتبارها تنتظم مصالح هذا العالم السفلي.
إذ لو لم يكن لها آثار وفوائد في هذا العالم، لكان خلقها عبثًا وباطلًا وغير مفيد، وهذه النصوص تنافي ذلك، والله أعلم.
ثم بين تعالى أنه يفصل الآيات، ومعنى التفصيل هو ذكر هذه الدلائل الباهرة، واحدًا عقيب الآخر، فصلًا فصلًا مع الشرع والبيان.
وفي قوله: {نُفَصّلُ} قراءتان: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم {يُفَصّلُ} بالياء، وقرأ الباقون بالنون.
ثم قال: {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} وفيه قولان: الأول: أن المراد منه العقل الذي يعم الكل.
والثاني: أن المراد منه من تفكر وعلم فوائد مخلوقاته وآثار إحسانه، وحجة القول الأول: عموم اللفظ، وحجة القول الثاني: أنه لا يمتنع أن يخص الله سبحانه وتعالى العلماء بهذا الذكر، لأنهم هم الذين انتفعوا بهذه الدلائل، فجاء كما في قوله: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يخشاها} [النازعات: 45] مع أنه عليه السلام كان منذرًا للكل. اهـ.

.قال السمرقندي:

ثم ذكَّرهم النعم، لكي يستحيوا منه ولا يعبدوا غيره، فقال تعالى: {هُوَ الذي جَعَلَ الشمس ضِيَاء} بالنهار {والقمر نُورًا} بالليل، ويقال: جعل الشمس ضياء مع الحر والقمر نورًا بلا حر، {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ}؛ يعني: جعل الليل والنهار منازل يزيد أحدهما وينقص الآخر، ولا يجاوزان المقدار الذي قدره؛ ويقال: {قَدْرِهِ} يعني: القمر منازل كل ليلة بمنزلة من النجوم، وهي ثمانية وعشرون منزلًا في كل شهر.
وهذا كقوله: {والقمر قدرناه مَنَازِلَ حتى عَادَ كالعرجون القديم} [يس: 39] {لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السنين والحساب}؛ يعني: لتعلموا بالقمر حساب السنين والشهور، كقوله تعالى: {يَسْألُونَكَ عَنِ الأهلة قُلْ هي مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والحج وَلَيْسَ البر بِأَن تَأْتُواْ البيوت مِن ظُهُورِهَا ولكن البر مَنِ اتقى وَأْتُواْ البيوت مِنْ أبوابها واتقوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189].
ثم قال: {مَا خَلَقَ الله ذلك إِلاَّ بالحق}، يعني: لتعلموا عدد السنين والحساب، وتعتبروا وتعلموا أن له خالقًا ومدبرًا وهو قادر على أن يحيي الموتى.
ثم قال: {يُفَصّلُ الآيات}، يعني: يبيِّن العلامات، يعني: علامة وحدانيته {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}، يعني: لمن كان له عقل وذهن وتمييز.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص {يُفَصّلُ الآيات} بالياء، وقرأ الباقون بالنون؛ ومعناهما قريب. اهـ.

.قال الثعلبي:

{هُوَ الذي جَعَلَ الشمس ضِيَاءً} بالنهار {والقمر نُورًا} بالليل.
قال الكلبي: تضي وجوههما لأهل السموات السبع وظهورهما لأهل الأرضين السبع.
قرأ الأكثرون: ضياءً بهمزة واحدة.
وروي عن ابن كثير: ضياء بهمزت الياء، ولا وجه لها لأن ياءه كانت واوًا مفتوحة، وهي عين الفعل أصله ضواء فسكنت وجعلت ياءً كما جعلت في الصيام والقيام {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ} أي قدر له بمعنى هيأ له وسوى له منازل لا يجاوزها ولا يقصر دونها.
وقيل: جعل قدر مما يتعدى لمفعولين ولم يقل قدرهما، وقد ذكر الشمس والقمر وفيه وجهان: أحدهما أن يكون الهاء للقمر خاصة بالأهلة يعرف انقضاء الشهور والسنين لا بالشمس، والآخر أن يكون قد اكتفى بذكر أحدهما من الآخر، كما قال: {والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} [التوبة: 62] وقد مضت هذه المسألة {لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السنين} دخولها وانقضائها {والحساب} يعني وحساب الشهور والأيام والساعات {مَا خَلَقَ الله ذلك} مثل ما في الفصل والخلق والتقدير، ولولا وجود الأعيان المذكور لقال: تلك {إِلاَّ بالحق} لم يخلقه باطلا بل إظهارًا لصنعه ودلالة على قدرته وحكمته، ولتجزى كل نفس بما كسبت فهذا الحق {يُفَصِّلُ الآيات} يبيّنها {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.
قال ابن كثير وأبو عمرو، وحفص عن عاصم: {يُفَصِّلُ} بالياء، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لقوله قبله. اهـ.

.قال ابن عطية:

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} هذا استمرار على وصف آيات الله والتنبيه على صنعته الدالة على الصانع، وهذه الآية تقتضي أن الضياء أعظم من النور وأبهى بحسب {الشمس} و{القمر}، ويلحق هاهنا اعتراض وهو أنّا وجدنا الله تعالى شبه هداه ولطفه بخلقه بالنور فقال: {الله نور السماوات والأرض} [النور: 35]، وهذا يقتضي أن النور أعظم هذه الأشياء وأبلغها في الشروق وإلا فلم ترك التشبيه إلا على الذي هو الضياء وعدل إلى الأقل الذي هو النور فالجواب عن هذا والانفصال: أن تقول إن لفظة النور أحكم وأبلغ في قوله: {الله نور السموات والارض} [النور: 35]، وذلك أنه تعالى شبه هداه ولطفه الذي نصبه لقوم يهتدون وآخرين يضلون مع النور الذي هو أبدًا موجود في الليل وأثناء الظلام، ولو شبهه بالضياء لوجب أن لا يضل أحد إذ كان الهدى يكون مثل الشمس التي لا تبقى معها ظلمة، فمعنى الآية أن الله تعالى قد جعل هداه في الكفر كالنور في الظلام فيهتدي قوم ويضل آخرين، ولو جعله كالضياء لوجب أن لا يضل أحد وبقي الضياء على هذا الانفصال أبلغ في الشروق كما اقتضت آيتنا هذه والله عز وجل هو ضياء السماوات والأرض ونورها وقيومها، ويحتمل أن يعترض هذا الانفصال والله المستعان، وقوله: {وقدره منازل} يريد البروج المذكورة في غير هذه الآية، وأما الضمير الذي رده على {القمر} وقد تقدم ذكر {الشمس} معه فيحتمل أن يريد بالضمير القمر وحده لأنه هو المراعى في معرفة {عدد السنين والحساب} عند العرب ويحتمل أن يريدهما معًا بحسب أنهما يتصرفان في معرفة عدد السنين والحساب عند العرب. لكنه اجتزأ بذكر الواحد كما قال: {والله ورسوله أحق أن يرضوه} [التوبة: 62] وكما قال الشاعر [أبو حيان]: [الطويل]
رماني بذنب كنت منه ووالدي ** بريًّا ومن أجل الطويّ رماني

قال الزجّاج وكما قال الآخر: [المنسرح]
نحن بما عندنا وأنت بما عن ** دك راضٍ والرأي مختلفُ

وقوله: {لتعلموا} المعنى قدر هذين النيرين، {منازل} لكي {تعلموا} بها، {عدد السنين والحساب} رفقًا بكم ورفعًا للالتباس في معاشكم وتجركم وإجاراتكم وغير ذلك مما يضطر فيه إلى معرفة التواريخ، وقوله: {ما خلق الله ذلك إلا بالحق} أي للفائدة: لا للعب والإهمال فهي إذًا يحق أن تكون كما هي، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص {يفصل الآيات}، وقرأ ابن كثير أيضًا وعاصم والباقون والأعرج وأبو جعفر وشيبة وأهل مكة والحسن والأعمش {نفصل} بنون العظمة، وقوله: {لقوم يعلمون} إنما خصهم لأن نفع التفصيل فيهم ظهر وعليهم أضاء وإن كان التفصيل إنما وقع مجملًا للكل معدًا ليحصله الجميع، وقرأ جمهور السبعة وقد رويت عن ابن كثير {ضياء}، وقرأ ابن كثير وحده فيما روي أيضًا عنه {ضئاء} بهمزتين، وأصله ضياء فقلبت فجاءت ضئائًا، فقلبت الياء همزة لوقوعها بين ألفين، وقال أبو علي: وهي غلط. اهـ.